اضغط على الصورة للتكبير

وصف مختصر للعمل الفني

انتظار هي مجموعة أعمال معروضة في المتحف الفلسطيني في أميركا. ولقد أتت فكرة الأعمال من مشاهد كانت وما زالت في ذاكرتي منذ الصغر حيث كان من عادات النساء في قرى فلسطين الجلوس أمام بيوتهن في أوقات الصباح أو ما بعد العصر كنت أجدهن دوماً جالسات في حالة انتظار. كن يجلسن ينتظرن زوج أو إبن أو أخ عائد من الاغتراب سواء في الوطن العربي أو في أي دولة من دول الاغتراب. انتظار*الغياب* كما كن يطلقن عليهم في ذاك الزمن .. زمن لم تكن فية أية وسيلة من وسائل الاتصال سوى تلك الرسائل المكتوبة التي غابت بغيابهن أيضاً .. أو جالسات ينتظرن لعل صديقة أو جارة تمر في أي لحظة يتبادلن أمام أبواب وعلى عتبات بيوتهن تفاصيل نهارهن . حاولت في هذه اللوحات تصوير بعض هذه المشاهد .. في بعض اللوحات تكون هذه المرأة المنتظرة جالسة لوحدها .. أو مع صديقة أو قريبة لها. أضفيت على هذا المشهد شيء جداً أجده ضروري وهي الملابس التي كانت تلبسها النساء في بلدتي عصيرة الشمالية وهو الثوب أو الفستان الفلاحي والذي كان يتميز بألوانه الزاهية الموردة بالنقوش والأزهار المختلفة، حيث لبست النساء الأقمشة الخفيفة الملونة بالصيف والفساتين من قماش المخمل بألوانه الجميلة المزركشة في الشتاء وأغطية الرأس البيضاء. في السابق كانت معظم نساء بلدتي يلبسن هذا الفستان الفلاحي بغض النظر عن أعمارهن وحالياً أصبحت أشعر بأننا في مرحلة فقدانه حيث أن من يلبسن هذا الثوب حالياً من أعمارهن جاوزت السبعين أو ربما أكثر وما عدت أشاهد هذا الفستان إلا ما ندر. يصيبني الحزن حين أمر في شوارع البلدة ولا أجدهن غيبهن الموت وغابت معهن ملابسهن بكل زخارفها وتفاصيلها. إن أطول فترة ممكن أن أعطيها لهذا الثوب أو الفستان أو الخلك كما يطلق عليه في معظم قرى فلسطين عشر سنوات أو حتى أقل كثيراً فكما قلت سابقاً فإن من يلبسنه حالياً أعمارهن في السبعينات بل بالثمانيات، وهذا الثوب أو الفستان ليس مقتصراً على بلدتي فقط فلقد لبسته معظم النساء في قرى نابلس، وجنين، وطولكرم وعنبتا وعدد كبير من قرى الداخل الفلسطيني المحتل. أردت من خلال هذه اللوحات توثيق وتخليد هذه الملابس الشعبية أولاً وتصويرها في وضعيات كنت أشاهد النساء فيها. الملاحظة الأهم هنا أن معظم الفنانين التشكيليين الفلسطينيين طرحوا الثوب الفلسطيني المطرز في أعمالهم وطبعاً هذا ضروري ومهم من أجل توثيق هويتنا الفلسطينية. لكن المهم أيضاً بأن هناك شريحة كبيرة من النساء الفلسطينيات لم يلبسن هذا الثوب المطرز بتاتاً. لذا لجأت لتوثيقه وتوثيق النقوش والزخارف الجميلة التي كانت تزينه. الانتظار بطبعة قاسي .. يحمل الكثير من التعب والصبر والإرهاق فما بالكم بالانتظار الذي يرافقه الغياب! كانت المرأة الفلسطينية من أكثر النساء انتظاراً وما زالت . بعض اللوحات تظهر فيها النساء برؤوس منحنية دلالة على طول فترة الانتظار والحزن والتعب الذي يرافقها. وبعض اللوحات نساء ذات رقبة طويلة دلالة على الصبر والشموخ والصمود والثبات على هذه الأرض. تحمل نسائي في أيديهن باقات من أزهار موسمية فلسطينية كالأقحوان وشقائق النعمان كهدية لمن ينتظرنه وهي نباتات نجدها في كل ترابنا الفلسطيني. ونجد الحصان الذي يرمز إلى الأصالة والارتباط بهذه الأرض. وعصفور الدوري وهو من الطيور الاجتماعية التي نجدها في شقوق منازلنا وعلى أشجار بساتيننا هذا الطير الذي أصبح وجوده نادراً أيضاً كأن غيابه ارتبط بغياب من كن يجلسن على عتبات البيوت. وكذلك الحمام الذي كان من الطيور التي ربتها النساء في معظم بيوتنا الفلسطينية . هي لوحات تحمل حب وتقدير ووفاء لمن تركننا ننتظر على عتابات الغياب غيابهن.

طبيعة العمل

الأعمال الفنية للمدرسين

البرنامج الاكاديمي

برنامج الرسم والتصوير

القسم

قسم الفنون التشكيلية

طبيعة العمل الفني

لوحات فنية

المشرف على العمل


أ.رغدة_ابو_زيتون__عمل_فني_بعنوان_الانتظار
أ.رغدة_ابو_زيتون__عمل_فني_بعنوان_الانتظار
أ.رغدة_ابو_زيتون__عمل_فني_بعنوان_الانتظار
أ.رغدة_ابو_زيتون__عمل_فني_بعنوان_الانتظار
أ.رغدة_ابو_زيتون__عمل_فني_بعنوان_الانتظار
أ.رغدة_ابو_زيتون__عمل_فني_بعنوان_الانتظار
أ.رغدة_ابو_زيتون__عمل_فني_بعنوان_الانتظار
أ.رغدة_ابو_زيتون__عمل_فني_بعنوان_الانتظار