شاركت كلية الفنون الجميلة في فعاليات مؤتمر القدس العاشر الذي عقد في جامعة النجاح تحت رعاية الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة وبتنظيم من كلية الآداب حيث شارك الدكتور حسن نعيرات عميد الكلية في تقديم ورقة عمل بعنوان ( خصائص العمارة والفنون الإسلامية في بيت المقدس).
وتناول في ورقة بحثه مواضيع مهمة ذات صله بالقدس ومقدساتها بما فيها فن العمارة والزخرفة حيث وصف الأنماط والأساليب التي استخدمت في عمارتها وزخرفتها لأن القدس تعتبر مدرسة الفن المعماري الإسلامي والتي غطته مرحلة ليست قصيرة من العصور الإسلامية ابتداء من الأمويين ثم العباسين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين ، من هنا يجب أن لا يسمح العالم المتمدن للاسرائيلين بتغير معالم المدينة وطمس هذه الحضارة الإنسانية .
لقد أصبح التراث المعماري والزخرفة الإسلامية في القدس مهدداً بالخطر من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يأل مهدداً بالضغط على السكان العرب لتفريغ المدينة منهم واستبدالهم بسكان غرباء عنها بعد هدم الأبنية العربية التاريخية الأثرية الفنية وفن العمارة والزخرفة الإسلامي وإنشاء عمارات جديدة لا تمد بصلة إلى البيئة والمجتمع .وفي ذلك الاعتداء على التاريخ والإنسانية والثقافة والفنون والإيقان هذا الخطر في سبيل الحفاظ على التراث العربي الإسلامي للمدينة العربية يجب مسح وتوثيق كامل أبنية المدينة المقدسة واعتماد خطة واسعة فنية ومالية للترميم والصيانة .
وبالرغم مما جرى لها في الفترة الأخيرة من احتلال صهيوني محاولاً تغير واقعها وطمس معالمها وأثارها وتراثها وعاداتها وحضارتها العربية الإسلامية، ومهما عمل المحتل، فلن يبلغ ما بلغه الصليبون منها وقد زال الصليبون عنها، وعادت لأصحابها الشرعيين .
ثم تحدث عن قبة الصخرة المشرفة فقال أنها تعتبر من أقدم المنشآت العربية الإسلامية التي ما زالت قائمة تحافظ على بنائها وإنها تجمع بين الفن والعمارة ، فمنهم من ذهب القول إن هذا التصميم مأخوذ من الكنائس التي كانت سائدة خصوصاً مما الكاتدرائية بصرى الشام ولكن يمكننا القول أن قبة الصخرة بنيت بطريقة مختلفة حتى عن نظام بناء جامع الرسول في المدينة المنورة، إن بناء قبة الصخرة يشكل ذروة العبقرية في الإبداع المعماري العربي الإسلامي، وقال أن المؤرخين عن قبة الصخرة (إن قبة الصخرة هي أعظم بناء يستوقف النظر ، وإن جماله وروعته لا يصل إليه خيال إنسان).
إن قبة الصخرة هي فكرة معمارية لا يوجد لها مثيل في فن العمارة الإسلامية ففيها التناظر والتجانس والنقاء الهندسي بالإضافة إلى التناسب البديع في الأحجام والألوان ، ودراسة الضوء الذي يسقط من النوافذ على صخرة المعراج.
وكما تحدث عن العناصر الزخرفة والخامات التي استخدمت في بناءها وزخرفتها وفي نهاية البحث خرج بتوصيات هامة تخدم القدس ومقدساتها بما فيها من عمارة وفنون وهي:
1- تكريس الإعلام والمؤتمرات والندوات بما يخدم قضية القدس والمقدسات الإسلامية التي تحتويها لما فيها من تراث وعمارة إسلامية مميزة .
2- توفير الدعم الحقيقي والمتواصل لجميع الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال صيانة وترميم المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.
3- ترميم أملاك وزارة الأوقاف في البلدة القديمة ( القدس) للحفاظ عليها من الزوال لما فيها من تراث وزخرفة معمارية فريدة من نوعها.
4- إنشاء مراكز فلسطينية ودولية للعناية بالعمارة والفنون الإسلامية في القدس الشريف.