
شارك قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة ممثلاً بأربعة عشر طالبة من القسم بأعمال فنية في معرض يوم الأرض الفلسطيني والذي نظم بالتعاون مع مركز أوتار الثقافي، بحضور عدد من ممثلي هيئات ومؤسسات محلية وأكاديميين في مدينة نابلس.
وأكد م. أنيس سويدان، القائم بـأعمال رئيس بلدية نابلس، ضرورة الإستمرار بمثل هذا النوع من المعارض لما لها من أهمية في الحفاظ على ذاكرة المجتمع الفلسطيني والتشبث بقيمه الوطنية.
وأشار السيد عبود العكر، مدير دائرة العلاقات العامة في البلدية إلى ضرورة تعزيز المشاركات الطلابية الفاعلة ودورهم في الحياة المجتمعية.
من جهته عبّر السيد سلام قاعود، مدير مركز أوتار للثقافة والفنون عن سعادته باستضافة الفنانين في مقر المركز، مؤكداً ضرورة تشجيعهم ودعمهم باعتبار الفن أداة تعبير تحاكي مكنوناتهم المرتبطة بالواقع.
وأشادت السيدة سهى خفش، مديرة مؤسسة فن من القلب بأعمال الفنانين ودعت إلى مواصلة هذه الفعاليات التي تعكس قدرة المشاركين الفنية في ترجمة إبداعاتهم الفكرية، والتعبير عن تداعيات وهموم الشباب تجاه المستقبل.
من جهتها أعربت أ. لينا حرب، رئيس قسم الفنون التشكيلية في الكلية عن سعادتها بمشاركة الطلبة المتميزة وقالت "أن هذا المعرض يأتي إحياءً لذكرى يوم الأرض الخالدة مطلقاً العنان لطلبتنا بمشاركة إبداعاتهم".
وأضاف أ. جمال بحري، المشرف على الأعمال الفنية، "إن إدارة الكلية منذ نشأتها ومنذ أكثر من 30 عام وحتى يومنا تشجع الطلبة ومن خلال أعمالهم الفنية ومنظورهم بإيصال رسائلهم بطرق فنية مبدعة عبر مؤسسات مجتمعاتهم العامة والخاصة أو على مستوى المشاركات والمحافل الدولية.
وفي جولة بنورامية للمعرض يلحظ الزائر تعددية الجوانب التي تناولتها الفنانات المشاركات؛ حيث تناولت الفنانة جنى علاونة في عملها "الصندوق الأسود" ذاكرة لرواية المكان والزمان منذ تأسيس الكيان، وتزامناً والنكبات الفلسطينية وما ألحقته بالأرض من دمار.
واستخدمت الفنانتان رؤى عودة وربى عواد في عملهما "سم-سار" و"مخ-لص" لهجة التلاعب اللفظي في اختيار عنوانين أعمالهما، حيث تصل مشاعر مختلطة للمتلقي في ظاهرتين من أخطر الظواهر في مجتمعنا، وهما سمسرة الأراضي والتطبيع مع الكيان.
واستعرضت الفنانة بيسان العمري في عملها "جذور مقدس" مكر ودهاء المحتل في تزوير الحقائق وتنسيب الأرض لغير مالكيها. وعكست الفنانة مريم مرزوق في عملها "ألف باء ماء" تقسيمات الكيان الجيوساسية للأرض، ومواصلة سرقة مصادر المياه الفلسطينية كأداة فاعلة للضغط على الفلسطينيين وتهجريهم من أراضيهم
واستعارت الفنانة أسماء زبيدات ابنة سخنين في الشمال الفلسطيني المحتل بالمثل الشعبي "حكلي تا احكلك" ليصبح عنواناً لعملها "الحَك"، والذي يفضح معاملة الكيان على غير "حق" لفلسطيني ال48 في الداخل المحتل.
وانغمست الفنانة روان ياسين في دراسة النباتات الفلسطينية وقد اختارت نبتة "الهالوك" لتكون عنواناً لعملها وقد أحاطت جذوره ببذور الفول التي قد حورتها على شكل أجنة خضراء؛ تدليلاً لصورة المقاومة الكامنة لكل فلسطيني مغروس في أرضه.
وعنونت الفنانة مادلين البراهمة عملها ب "صورة تتعرى" ليلخص بتناقض ألوانه المضيئة حال المواطن المعلق بين قطبي مغناطيس، قطب يشده للماضي المؤلم وآخر لحاضر تصفه بالأشد ألماً.
وسلطت الفنانة آسيا صوالحة بعملها "كاتب عزل" الضوء على ما يفترض أن يكون "كاتب عدل" في إشارة إلى القوانين الجائرة بحق الشعب الفلسطيني، ومصادقة قرارات لمصادرة أراضيه وعزله عنها.
ونقلت كل من الفنانة دانيا إغبارية في عملها "وسلوان" والفنانة لبنى الحسيني في عملها "الشيخ جراح" صرخة الاستغاثة لغطرسة المستوطنين باستحواذهم على ما تبقى من الأراضي في المنطقة المقدسة.
وكان عنوان عمل الفنانة علا عيسى "تشتت - تشبث" حيث يصف إصرار الفلسطيني على تشبثه بأرضه رغم كل آلات التشتيت الممنهجة ضده.
واختارت فنانتان أخريتان لعبتين ذهنيتين ولكن بخدع بصرية، حيث أن التلاعب هنا يمثل ذات التلاعب على أرض الواقع من وجة نظرهما، فالفنانة هديل الشاعر ابنة سبسطية المهددة بالاستيلاء الاستيطاني أظهرت في عملها "سلم وحية"، ومن خلال استبدال بعض من عناصره بالحواجز بدلاً من السلالم مثلاً، سبل التضييق الخانق على المواطنين الفلسطينيين وآلية تعاملهم في تحدي كل المعوقات للوصول إلى أراضيهم.
بينما رسمت الفنانة هيا رواجبه بريشتها عملاً عنونته "غريب" لعبة أحجية الصور المقطوعة حيث يلاحظ الرائي عدم جائزية تركيب الصور في المكان المخصص لها، والعمل يصف عملية إقتلاع الكيان لأشجار الزيتون واستبدالها بأشجار الصنوبر سعياً منه في طمس الهوية الفلسطينية، وإزالة جذور الماضي التي تثبت أحقيتة لأرضه في وطنه الأسير.