حصل الاستاذ خليفة محمَّد محمود جاد الله المحاضر في قسم الموسيقى بالجامعة على اول درجة ماجستير حول تاريخ وتطوُّر آلة البيانو في العالم العربي من جامعة اليرموك بالاردن.
وهدفت الدِّراسة إلى التَّعرُّف إلى تاريخ آلة البيانو في الوطن العربي وصناعة آلة البيانو بشكلٍ عام، وآلة البيانو الشَّرقي بشكلٍ خاص والعزف على آلة البيانو عند العرب، اضافة الى التَّعرُّف إلى مجالات توظيف آلة البيانو الأدائيَّة في الوطن العربي، وتطويعه لخدمة الموسيقى العربيَّة.
وكان أهمُّ ما أوصى به الباحث ضرورة زيادة الاهتمام بتطوير استخدام آلة البيانو في مُؤسَّسات التَّعليم المُختلفة في دُول الوطن العربي، وضرورة إجراء دراسات مُماثلة لهذه الدِّراسة في دُول الوطن العربي.
وأظهرت نتائج الدِّراسة أنَّ دُخول آلة البيانو إلى الوطن العربي تدخل كأيّ تكنولوجيا مُتطوِّرة يُصنِّعها الغرب، ويستوردها العرب، وهذا ما أكَّده المُؤرِّخون.

وقد أُجريت الدِّراسة على خمس دولٍ عربيَّةٍ تُمثل مُجتمع الدِّراسة وهي: الأردن، وفلسطين، وسوريا، ولبنان، ومصر، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التَّاريخي نظراً لمُلاءمته أغراض الدِّراسة، وقام الباحث بدراسة الماضي من أجل الإفادة منه في فهم الحاضر، والتَّنبُّؤ بالمُستقبل، واطَّلع الباحث على دراساتٍ عديدةٍ تتعلَّق بآلة البيانو، وقام بزيارة مُؤسَّساتٍ تعليميةٍ تُعلَّم آلة البيانو، وأجرى مُقابلاتٍ واتصالاتٍ مع باحثين وأكاديميين وعازفين لآلة البيانو من دُول الوطن العربي التي تمَّ اختيارها كعينةٍ قصديةٍ حقَّقت أهداف الدِّراسة؛ كما استخدم الباحث أدوات جمع المعلومات، والبيانات في المنهج الوصفي التاريخي، من مُلاحظاتٍ تحليليَّةٍ للمصادر التاريخيَّة، وتحليلٍ تِقَنيٍ للمادّة التاريخيَّة من حيث التَّحقُّق منها لدى الباحثين ومن مصادرها الأصليَّة، وذلك من أجل التَّحقَّق من صحَّة أو زيف المصدر التاريخي، وقام الباحث بجمع البيانات، وتبويبها، وعمل تحليلٍ لكلِّ ما يتعلَّّق بالأهداف التي تضمنتها الدِّراسة، وتوصَّلت الدِّراسة إلىعدة نَّتائج منها انها أظهرت أنَّ الأندلس كانت مصدر الآلات ذات الأصابع الأوَّل، ثمَّ حُسِّنت وتنوَّعت وطُوِّرت في البلاد الأوروبيَّة. ولقد تبيَّن أنَّ آلة الشَّقير أو الشُّقْرَة (Echiquier)، كان اسم الآلة الأندلسيَّة، وأنّ هذه التَّسمية ظلَّت مُتداولة في أسبانيا، وفرنسا، وانجلترا خلال القرنين الرابع عشر، والخامس عشر، حيث كانت المدنيَّة الأوربيَّة على تواصل بالمدنيَّة العربيَّة الأندلسيَّة، ولقد صنع الأوربيون بعد ذلك آلات ذات أصابع تُنْقَرُ نقراً كآلة الفيرجينال (Virginal)، وآلة الكلافسان (Clavecin)، أو تُضرب بمطارقٍ مثل آلة الكلافيكورد ((Clavichord، الذي يُعتبر الجدُّ الأوَّل لآلة البيانو الحالي، كما أظهرت الدِّراسة أنَّ انتشار آلة البيانو ودُخوله البلاد العربية أدَّى إلى التَّفكير في تطويعه لخدمة الموسيقا العربيَّة، وتوالت مُحاولات مُتعدِّدة لصناعة آلات بيانو شرقيَّة تُؤدِّي ألحاناً في سلالم المقامات العربيَّة المُختلفة (التي تحتوي أبعاداً، وثلاثة أرباع الأبعاد، وأنصاف الأبعاد)، إلا أنَّها ظلَّت قاصرةً عن القيام بتلك المُهمَّة مما أدَّى إلى إهمالها. ولكنَّ هُناك آلاتٍ أُخرى تقوم بذلك في المُوسيقا المُعاصرة مثل آلة الأرغن الكهربائي، كما أظهرت نتائج الدِّراسة أنَّ العرب عرفت نوعاً من تعدُّد التَّصويت في القرنين التاسع والعاشر، فقد ذكر الكِندي توافق الثامنة والخامسة والرَّابعة إذا عُزفت معاً، كما أكَّد ذلك الفارابي الذي ذكر