أقيم مساء الاثنين 13/12/2010 في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجديد احتفال خاص بمناسبة مرور سبعة أعوام على وفاة الشاعرة الفلسطينية الكبيرة فدوى طوقان، وقد نظم الاحتفال المجلس الثقافي الاستشاري في محافظة نابلس بالتعاون مع جامعة النجاح الوطنية وتحت رعاية معالي السيدة سهام البرغوثي وزيرة الثقافة وبحضورها بالاضافة الى عطوفة اللواء جبرين البكري، محافظ محافظة نابلس والأستاذ الدكتور ماهر النتشة، نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للشؤون الاكاديمية والشاعر مراد السوداني، رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين ونخبة من الشعراء والمثقفين والأدباء الذين قدموا من مختلف محافظات الوطن.
وفي بداية الاحتفال الذي تولى عرافته الأستاذ أسامة ملحس، ألقى الأستاذ الدكتور النتشة كلمة نيابة عن أ.د. رامي حمد الله، رئيس الجامعة، رحب فيها بالحضور في احتفال إحياء الذكرى السابعة لرحيل الشاعرة الفلسطينية الكبيرة فدوى طوقان. وقال "نلتقي معاً في أجواء الذكريات الخالدة ذكريات الفكر والأدب والعطاء لفلسطين وأهلها ".


وأضاف " من الناس من يغني لنفسه ومنهم من يغني للوطن وشاعرتنا المرحومة غنت بشعرها المؤثر للوطن ولكل واحدٍ فينا في همسات النفس لتدفئ النفوس، فهي رمز من رموز الأدب الفلسطيني، ومصدر من مصادر إبداعه، وهي معجم من معاجم الأدب الفلسطيني تمرست على رفض الضيم تبغي الحرية لوطنها ولمواطنيه، فشكلت لوحة للمرأة الفلسطينية ذات الطموح والكبرياء، وعمقت أثراً إنسانياً وإرثاً وطنياً وفكرياً كتب بمداد العزة والثبات في صفحات تاريخ فلسطين ومسيرتها بل يتجاوز ذلك إلى الإنسان العربي الذي تغنى بشعرها وحمل نغمات شعرها في الصباح والمساء في الربوة والوادي، وها نحن في جامعة النجاح نسجل ذكراها حين كانت عضواً في مجلس الأمناء ونترنم في كل مناسبة كلماتها في نشيد الجامعة، لأن شعر فقيدتنا كان رسالة وطريق عمل ومنهج تربية خلقية وطنية فاستحقت الدكتوراة الفخرية من جامعة النجاح".


وألقت السيدة ريما الكيلاني، وهي ابنة شقيقة الشاعرة كلمة استذكرت فيها العلاقة التي ربطتها بها في مجال الأدب والكتابة وقالت: إنها تعلمت الكثير من خالتها الشاعرة.


ثم قدم الفنان جميل السائح مجموعة قصائد مغناة مهداة إلى روح الشاعرة والمناضلة فدوى طوقان. وتم كذلك الاستماع لشهادات صوتية لكل من إبراهيم السعافين وزاهي وهبي وسميح القاسم وفواز طوقان حيث أشادوا جميعا بالشاعرة الفلسطينية والعربية الكبيرة وما تركته من أثر طيب من خلال أعمالها الأدبية الكبيرة.
الحضور.

وقد شاركت جوقة الجامعة بقيادة الأستاذ خليفة جاد الله والأستاذ محمود رشدان والأستاذ ناصر الأسمر في تقديم عرض غنائي متميز  حيث قدمت الجوقة السلام الوطني الفلسطيني ومقطوعات غنائية كما قدم الأستاذ محمود رشدان عزف منفرد على آلة الفيولين وعزف عود وقدم الأستاذ ناصر الأسمر غناء موشح "يا حرَّ ما أضرما" وهو من كلمات الشاعرة فدوى طوقان وألحان الأستاذ خالد صدوق.

وفي ختام الاحتفال تم عرض فيلم فدوى طوقان للمخرجة ليانا بدر وهو فيلم تسجيلي من إنتاج ملتقى الإبداع النسائي عام 1999، ومدته 56دقيقة. وهو الفيلم الفلسطيني الأول من نوعه الذي يشرح حياة الشاعرة ويجسد حكايتها.

وختم د. النتشة كلمته بالقول :"إن الأوسمة الأدبية التي حصلت عليها دليل واضح على تميزها في الصورة الشعرية الإنسانية لإنسان فلسطين والإنسان العربي، فهي رنين للحرية وعشق للفداء لتكون رسالة لكل طالبي الحرية والاستقلال ومهما قلت وقلنا فهي أكبر من كل الكلمات".
بعد ذلك ألقت وزيرة الثقافة كلمة أكدت فيها أن الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان واحدة من الذين رسموا اسم فلسطين عاليا فهي جديرة بالاهتمام، فقد قدمت الكثير من الشعر والثقافة لفلسطين وجمعت ما بين القدرة والمعرفة، وهي من رفع لواء المرأة الفلسطينية عاليا. وأضافت أن وزارة الثقافة تعلم على خلق حالة ثقافية فلسطينية تتجاوز الجغرافيا على الأرض بكافة أشكالها، كما تسعى لتكريس أسماء المبدعين والمبدعات في الوطن من خلال التواصل معهم وتكريمهم، وشكرت بلدية نابلس على تكريم الشاعرة فدوى طوقان بإطلاق اسمها على احد الشوارع في المدينة.

أما محافظ نابلس اللواء جبرين البكري فقال: "إن فدوى طوقان نشأت في أسرة عريقة ومعروفة بحبها للأدب والثقافة والشعر، وكانت الشاعرة الكبيرة منحازة للتحرر الاجتماعي والوطني، وكان الهم الوطني لا يفارقها وبرز ذلك في أعمالها الأدبية المتنوعة، وأضاف أن إحياء ذكرى الشاعرة من قبل المؤسسات الثقافية في نابلس اعتراف من هذه المؤسسات بدور الشاعرة الكبير في وضع أسس للأدب والشعر في فلسطين".
الشاعر مراد السوداني تحدث عن سبع سنوات ماضية فقدت الساحة الأدبية الفلسطينية فيها ركنا هاما من أركانها، غير أن الأدباء والشعراء من بعدها سيخلدون ذكرى شاعرتهم الكبيرة كما سيحتفون بالشعراء الكبار أمثال الدكتور عبد اللطيف عقل ابن جامعة النجاح الوطنية: وقال: "إن الأدباء والشعراء في فلسطين سيخلدون ذكرى الشعراء والأدباء".